الجمعة، 7 يونيو 2013

قصة فتاة عالم palirngo

 



فتاة في مقتبل عمرها .... دفعها الفضول والفراغ إلى دخول عالم الشبكه العنكبوتيه  .. دخلت قبل أن تحدد ماذا تريد ؟.... وماهي أهدافها ؟... وماهي الخطوات لتحقيق تلك الأهداف؟... كان كل هذا غائباً عن ذهنها ..
ولأنها على قدر عالي من الاستقامة .. لم تدخل إلى تلك الرومات [ الخادشة للحياء...الناحرة للعفة ]



..توجهت إلى رومات إسلامية... يذكر فيها الله .... ويُصلى فيها على حبيبه... ويتلى فيها القرآن ... ولكن...
ليس كل من قرأ القرآن وعاه وتدبره....
ثمة أناس تلبسوا بعباءة الدين .... وقالو إنا من المتقين ... وهم والله من أخبث المنافقين .. وشرهم مستطير




 لا تستغربوا أخوتي في الله ... نعم يوجد من هم كذلك ... أدع قلمي لصاحبة القصة ... لتكمل لكم .. ماذا حصل لها ؟..
أمسكت بقلمي ... وهي تذرف دموع الندم والحسرة ... كتبت قائلة « بعد دخولي لتلك الرومات الإسلامية .. كان هناك شاب يأخذ المايك ... يقرأ القرآن ...... وكان يتكلم الفصحى بطلاقة .. وكان ذا معرفة وعلم ... وكان يبدي غيرة شديدة على كل أخت يغازلها أحد من الشباب ويقوم بطرده دون أذن منه...




كانت لي مشاركات دنيية ...أنسخها من الرومات الأخرى الإسلامية .. وأحياناً لا أكلف نفسي عناء قراءتها .... أو فتح روابطها ... [تقصيراً مني] ...وعجباً  بنفسي فأنا مستقيمة ولا أحتاج إلى تذكرة ....[غفر الله لي].

..نسيت أن قلبي بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبه كيف يشاء.. وما سمي القلب قلبا إلا [لتقلبه] ..
 ويوووم عن يووووم زاد إعجابي به ..

وهذه [أولى خطوات الشيطان]

 شراره قذفها في نفسي ... ومما زاده حظاً في نفسي ..

 أنه كان يفتقدني كلما غبت عن الروم....وأجد له رسالة في الخاص ..قائلاً فيها :
[أختي الغالية .. عسى المانع خير ...؟
ليس للروم نور من دون رسائلك الرائعة ]
زاد حماسي ونشاطي في الروووم ...وأصبحت أنتقي مواضيع تهم هذا الشاب ... ونسيت أن أصحح نيتي لرب العباد ... نسيت أن ربي يحاسبني عن كل حرف أرسله

..هل أبتغي به رضاه والجنة ؟
... أم ابتغي به حظاً من حظوظ الدنيا...
لكن الشيطان لم يدعني أسترسل في التفكير كثيراً ...
 وبدأ معي في [خطوته الثانية] ...أصبحت أدخل عليه في الخاص وأسأله عن أمور فقهيه... ويجيب عليها .. وكنت شديدة الإعجاب بأجابته... حتى وثقت فيه ثقة عمياء ؟؟!!!!
*هنا مربط الفرس وأقوى خطوات الشيطان*





[الثقة]


التى منحتها لمن لا أعرف شيئاً عنه إلا حروفه الكبورديه .. التى سحرتني وأوردتني المهالك...
فتارة يذكرني بالصلاة.... وتارة بصيام الاثنين والخميس... وأخرى بقيام الليل.... يااااااااه  ؟!!!!!
قيام الليل فتقدته كثيراً .

..فتقدت لذة مناجاة ربي ... كان يضيع أغلب الليل بالحديث معه لا يذهب تفكيركم بعيداً...كنا لا نتحدث إلا في أمور عاديه جداً.. وشيئاً فشيئاً .... بدأنا الحديث عن أمور حياتيه شخصية ، علم من خلالها أني لم أتزوج بعد...
 وبادرني بقوله :


 [أنت في قمة الأخلاق .. والأدب ، فياسعد من تكوني من نصيبه]
[بصراحه أكثر أريد خطبتك... فإن كنت موافقة ..طرقت البيت من أبوابه]
تلعثم لساني ... تيبست يداي ... فلم أعد أعرف ما أكتب...
استأذنت منه...وذهبت مسرعة إلى غرفتي  ..والفرحة في قلبي لو قسمت على بؤساء الدنيا لوسعتهم..
كيف لا ؟!
وهذا رجل صالح يتمنينه كثير من الملتزمات .


رأتني أمي وأنا ذاهبة إلى غرفتي ..
 و كالعادة ..ما إن تراني حتى تدعو لي بالزوج الصالح ، هذه المرة ابتسمت في وجهها .. وودت أني أخبرها بأن دعوتها باتت قريبة الإجابة ..
لكن ...
لم أكن أعلم ماذا يخبئ لي قدر الله ؟..


نمت ليلة هانئة .... أحلم فيها بفارس أحلامي ..صاحب اللحية الكثيفة السوداء ... وذلك الثوب القصير ... كم يروق لي .. ذلك السمت الذي يذكرني بالحبيب محمد... يالله كم ابعدت عن سيرة المصطفى. ... وعن سنته .. وعن أن أسال نفسي هل رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه .. صاحب علاقات خفاء مع النساء ؟!

لكن كالعادة ... يقطع تفكيري شيطاني قائلاً لي: [لاتضيعي الفرصة على نفسك؛ ها هو الرجل الصالح على وشك أن يدق بابك ؛ فلا تردي له طلباً]

 ذهبت إلى جهازي الذي أصبح المتنفس الوحيد لي ... فلم تعد سجادتي ولا مصحفي ، يأخذان حيزاً من جدول يومي


...الذي يذهب سدى ...وأنا أملي نفسي بذلك الزوج الذي ظننته صالحاً...
لا تستغربوا فأنا أعي ما أقول ... هو ليس بصالح بل هو شيطان ماكر...
طلب مني صورة ، لأنه ذلك الفقيه ....لابس عباءة الدين ....قائلاً ألم تسمعي قول الرسول صلى الله عليه وسلم : [  ‏ ‏انظر إليها فإنه ‏ ‏أحرى ‏ ‏أن يؤدم ‏ ‏بينكما]


ولثقتي العمياء فيه خطوت أقبح خطوة من خطوات الشيطان ... وأكثر حسرة ....وأقسى ألماً ..

[أرسلت له صورتي]


هنا بدأت الأنياب تكشر عن قلب حاقد خبيث ...
 رمى العباءة وقال : ياهذه وقعتِ في شباكي ... ولن أدعك حتى أخذ ماأريد .. !!!!!


هنا اسيقظت من سباتي العميق ...هنا طعنت طعنة غدر في قلبي الكسير...لكن لطف الله مازال على أمته المسكينة يزيد ... هنا نظرت إلى سجادتي ...إلى مصحفي ...إلى أمي ... تلك ‏لم أعد أحدثها كثيراً.. حتى ذات يوم فطر قلبي قولها  : ما بالك بنيتي تغيرت عليّ ! والله إنه لمن العقوق ؛ أن نكون في بيت واحد ولا نتحدث إلا قليلاً..

أماه...

أنا الآن المطعونة ... المجروحة ...
رباه ألطف بي فأنت اللطيف...
رباه ودك فأنت الودود... ياغفار الذنووووب ..



رباه ما أصابني كله بذنوبي  .. [{وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير ( 30 ) وما أنتم بمعجزين في الأرض وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير }]

 رباه تعلمت وعرفت ووعيت معنى أنك [عزيز ذو انتقام]

...رباه علمت أنك أنت الجبار [جابر كسر القلووووب]

 ربي اجبر كسر قلبي .. صدق رسولنا بحق عندما قال [رفقا بالقوارير] صلوات ربي وسلامه عليه..

أعدت ترتيب أوراقي ... وقفت وقفة جادة مع نفسي ... وانطرحت عاكفة على سجادتي .. ومصحفي ...طلبت من أمي الدعاء لفرج مكروبي ... وأتى الفرج من حيث لا أحتسب ... كان لهذا الشاب علاقات غيري ...

 فسلط الله عليه من رجال الحسبة ... من أراح قلوووب كسيرة من شره ..
والحمد لله أولاً وآخراً...والحمد لله على كل نعمة لم نحسن شكرها...نعمة السمع...البصر... اليد التى تخط على حروف الكيبورد ... اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله وعلانيته وسره...

 عاهدتك ربي أن هذا درسٌ ولن أنساه...


 أماه...سامحني .... فلقد غلبني شيطاني .... ومكر بي ذلك الذئب الليئم ....جرعه الله من كأس البؤس والسقم .... كما أذاق قلبي حسرة وألماً...
أخيّاتي ...
كتبت لكم قصتي هذه و مدادها حبي ونصحي الخالص ..لأخوات على درب الاستقامة ..
خائفة ومشفقة أن يقعن فيما وقعت فيه..
 إنما حالي كما وصفه الإمام الشافعي فقال..
كلما تعلقت بشخص تعلقا...أذاقك الله من  مر التعلق
لتعلم أن الله يغار على قلبٍ تعلق بغيره فيصدُّك عن ذاك ليردك إليه .
فسبحانك يارب ما ألطفك ...
نعم عدت من تجربتي هذه أكثر ألتزاماً ...وأكثر حذراً... وأخلص نصحاً ...وأعلم بخطوات الشيطان {عدونا اللدود}

حفظنا الله وإياكم من شر الفتن ما ظهر منها وما بطن..