المؤمن و الشيطان والواقع .. ..
المؤمن : هو ذاك الإنسان الذي تعلق بربه الواحد الأحد ، وائتمر بأوامره واجتنب نواهيه .....
المؤمن من حافظ على صلاته وداوم عليها ...
المؤمن من تقرّب إلى الله ببرّ والديه ..
المؤمن من سلم المسلمون من لسانه و يده ..
المؤمن هو الذي لا يبذر حسناته في غيبة فلان أو شتم فلان ..
المؤمن من ينام وقلبه أبيض ، لا يحمل على أحد ..
المؤمن من حفظ بصره .. و ستر أعراض البشر ..
المؤمن من اتقى الله في نفسه و في قلوب المسلمات ..
المؤمن من لا يكلم هذه ، ويوعد هذه ، ويحب هذه ، ويترك هذه ...
فهو يخشى الله .... و يريد العفاف ..
أما المؤمنة فهي التي لا تخضع بالقول ... و تتقي الله في نفسها وفي شباب المسلمين .
هي من تحافظ على نفسها كجوهرة مكنونة ...
فلا تَفتن و لا تُفتن ....
جميلة هي حياة المؤمنين ..
راحة و سعادة و طمأنينة و تفاؤل . .....
والأجمل ..... والأجمل .... بانتظارهم جنة عرضها السماوات والأرض .... برحمة الله و كرمه ..
اللهم اجعلنا منهم .
لكنْ ............
لكن .. . . كيف نصبح مؤمنين حقاً ؟!
أليس ثمة شيطان يتربص بنا ، و قد توعدنا ؟!!!
ثم أليس أمامنا واقعٌ يحبطنا إحباطاً ... واقعٌ مليئ بالآفات والفتن ؟!!!!
أخواني .. وأخواتي ..
ألا ترون أن كثيراً منا دائماً في ضيق وهمّ و تشاؤم ؟!
كثيراً منا متشائم ؟!!
أكثرنا يقول : المجتمع فاسد ..... كثرت المنكرات .... كثرت الذنوب .... ما العمل ؟؟؟ ...
لقد أحاط بنا الحزن .... ولفنا التشاؤم لفاً ......
حتى صارت لا تخلوا جلسة .. من تأفف من وضع .... أو تملل من أمر .. أو نقد لشيء ...
ألا ترون معي أخواني أن ذلك من مداخل الشيطان ؟!
لقد أشغلنا الشيطان بعيوب المجتمع ،، وعيوب الناس .... و فتنهم ...
وكأننا نسينا أن الله خلق الجن والانس ليعبدوه ....
ومن المستحيل أن نعبده ونصبح مؤمنين ... ثم نعيش حزناً وضيقاً و هماً وهمياً ..
من المستحيل أن يكون هذا هو حال المؤمن ؟؟!!
إذن .... علينا أن نعدل من تفكيرنا .... ونظرتنا للأمور ..
نصلح أنفسنا قدر المستطاع .... وننشغل بعيوبنا و إصلاحها ....
إذا رأينا منكراً ننصح ... بابتسامة ... وتفاؤل ..
إذا رأينا شاباً يدخن في الشارع ،، ننصحه بابتسامه ... ولا نتشائم لكثرة المدخنين فـ ثمة ألاف وملايين الشباب لا يدخنون ...
وإذا رأينا فتاة متبرجة ..... ننصحها .. ولا نتشائم .. لأن الملايين من الفتيات المسلمات المحافظات ......
أليست هذه سنة الحياة ؟؟!!
خير .... شر ...... حسنات ... سيئات ...
أليس كل ابن آدم خطّاء .. وخير الخطائين التوابون ؟؟!!!
هذه هي الحياة .. ذنب ، فندم ، فتوبه ، فدعاء ، و نصح ، وتناصح .. ومغفرة بإذن الله ...
!!
صحيح أن الشيطان يتربص بنا وقد توعّدنا .... وصحيح أن الزمن زمن الفتن ... لكن نحن المؤمنين علينا أن نتعامل بذكاء المؤمن ... الواثق بربه .. الظاااااان ظن الخير به عز و جل .. ...
لننتصر على الشيطان ...
ولا ننظر إلى الواقع نظرة تشاؤمية ....
أخواني و أخواتي : من يشعر دائماً بالضيق والهمّ ...
فهو حتماً مقصر في أحد ثلاثة أشياء .....
هناك ثلاثة أمور :
1 - علاقتنا مع ربنا .... ذي الجلال والإكرام ..
2 – علاقتنا مع والدينا وأهلنا ...
3 – علاقتنا من عملنا ... أو وظيفتنا .. أو دراستنا ..
فلنعيد النظر في علاقتنا مع ربنا .... صلاتنا ... صيامنا ... دعاؤنا .. توجهنا إلى الله بالدعاء .... إنه قريبٌ يجيب دعوة الداعي ...... فلندعوه . ونطلب منه عز وجل ..
ولنعيد النظر في علاقتنا مع والدينا و برهما حق البر .. وأخوتنا و أخواتنا في بيوتنا فهم أحق الناس بحسن المعاملة .
و لنتقن أعمالنا في الوظيفة أو الدراسة ,, أو في البيت ....
عند ذلك أخي ستشعر بالرضا عن نفسك والراحة والطمأنينة ....
و عندها ستنظر إلى المجتمع نظرة المتفائل .. الناصح ... المبتسم ...
و عندها ستندم على ذنبك دون يأس .. بل بندم يتبعه استغفار وتوبة .... وتعوذ من الشيطان الرجيم ....
اللهم اجعلني ... ومن قرأ .... ووالدينا و ذوينا .. من المؤمنين التائبين المطمئنين السعداء في الدنيا والآخرة .. آمين آمين ..
هذا والله أعلم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق